nouran Admin
عدد المساهمات : 182 نقاط : 514 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 13/06/2011 العمر : 28
| موضوع: العلم والدين الأحد يونيو 19, 2011 11:15 pm | |
| في التاسع من نوفمبر سنة 1976 م أُتيح لى أن أقدم للأكاديمية الفرنسية محاضرةً فريدة في موضوعها حول : "علوم الأَجنّة ووظائف الأعضاء في القرآن الكريم"،تناولت فيها : بعض ما جاء بالقرآن الكريم من "إشارات" تتصل بالتكاثر والفسيولوجيا البشرية .
الدافع إلى إعداد هذه المحاضرة :
وقد دفعني إلى إعداد هذه المحاضرة : انبهاري بما جاء في القرآن الكريم من إشارات إلى معارف ومفاهيم لم يكتشفها العلم إلا في العصر الحديث.
والقرآن هو الكتاب الوحيد من نوعه بين أيدينا الذي جاء بمعارف تسبق عصر تدوينه بقرون.
وقد دفعني ذلك أيضًا إلى مقارنة النص القرآني بنصوص الكتاب المقدس : (العهد القديم والجديد) المتعلقة بمثل هذه المعارف وتمخضت هذه الدراسة عن إصدار كتابي : "القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم" الذي صدرت طبعته الأولى باللغة الفرنسية في مايو سنة 1976 عن دار سيجلير بباريس ، ثم توالى ظهور طبعات إنجليزية وعربية مترجمة .
العلم والدين توأمان في الإسلام :
إن الدارس للإسلام يعرف أن العلم والدين فيه توأمان ، حتى في هذا العصر الذي قطع العلم فيه أشواطًا تبدو مذهلة!
لم يصطدم الإسلام أبدًا مع العلم؛ بل على العكس ألقت المعارف الحديثة أضواء جلت لنا معانى القرآن، وما فيه من روعة!
وفي هذا القرن الذي بدا فيه للغرب ، وللعالَم غير المسلم أن الحقائق والأفكار العلمية قد أجهزت على بقايا الفكر الديني – كان الأمر في العالم الإسلامي مختلفًا تمامًا ، فقد ساعدت هذه الكشوف والحقائق العلمية ذاتها على إثبات ما في رسالة الإسلام، والنص القرآنيّ من إعجازٍ علميّ يؤكد صدوره من قوى خارقة للطبيعة؛ أي: من وحي الخالق الأعظم!
وعلى رغم كل التيارات والدعاوَى الفكرية التي تخبطت فيها عقول البشر؛ فإن المعارف العلمية لابد أن تدفع العقل المحايد المتحرر من الأهواء إلى التأمل في قضية الإيمان؛ فكثير من البحوث في ظواهر الطبيعة والحياة تؤدي بشكل تلقائي إلى تدبر المفاهيم الدينية !
مثال على ذلك :
ونضرب مثلاً لذلك بدراسات النظم الدقيقة التي تحكم بداية الحياة ونشأتها وتطورها : فكلما تعمقت الدراسة، واتسعت المعارف أصبح من العسير علميًّا أن نتقبل فكرة "الصُّدفة" كتعليل لتلك النظم !
ومما يبعث على الأسى والإشفاق – معًا – أن ينادى عالم فرنسي حاصل على جائزة نوبل بأن الخلايا الحية قد كونت نفسها ! فجأة باتحاد عناصرها الكيميائية في ظروف مَا مواتية(1)، ثم تطورت هذه المادة الحية - بنفسها أيضًا- حتى وصلت إلى الإنسان بكل ما فيه من أنظمة معقدة، وتلك آراء لا يُقرها أى تفكير سليم؛ لأن الدراسة العلمية الجادّة لبيولوجيا الإنسان، وغيره من الكائنات العليا، إنما تؤدى إلى النقيض من هذا الادعاء تمامًا ؛ وتؤكد وجود إرادة أسمى خارقة للطبيعة وراء خلق ونشأة وترتيب نظم الحياة وخصائصها وسلوكها .
| |
|